البداية ٢٠١٩ والنهاية بأخذك للقاح. حسب إحصاءات وزارة الصحة فإن حوالى مليون جرعة يتم حقنها أسبوعياً وهذا يعني العودة للحياة الطبيعية بعد حوالى سنة. ولكن أليس من الأفضل تقصير هذه المدة؟ هذا أكيد وممكن إذا حصلت أنت و٦٠-٧٠٪ من أفراد المجتمع على اللقاح.
إذاً لماذا الاستمرار بالإجراءات الاحترازية؟ في الحقيقة فإن الأمراض المعدية التنفسية أسهل انتشاراً من غيرها، وهذا يفسر انتشار كوفيد-١٩ مقارنة بإيبولا الذي ينتقل عبر الدم. وحيث إن اللقاح يحمي متلقيه من المرض إلا أنه لا يحميه من مجرد حمل الفيروس. أي أن الحماية فردية وليست مجتمعية إلى أن يتم تطعيم نسبة كبيرة من المجتمع. لذلك فالتعقيم والتباعد الجسدي والكمامة جميعها تساعد في التقليل من فرصة حمل الفيروس وبالتالي عدم انتقاله. وهذا يفسر هبوط معدلات الإصابة بالإنفلونزا حسبما ذكره معالي وزير الصحة مؤخراً خلال موسم الإنفلونزا الماضي حين انخفضت معها معدلات الإصابة بفيروس كورونا.
القضاء على الأمراض المعدية ممكن، ففي عام ١٩٨٠م أعلنت منظمة الصحة العالمية القضاء على مرض فيروسي شديد العدوى يُعرف بالجُدَري Smallpox (يختلف عن الجُدَري المائي أو العنقز) واختفاءه على مستوى العالم بعد إعلان آخر حالة في الصومال عام ١٩٧٧م. يعود الفضل لذلك بعد فضل الله عز وجل إلى التطعيم، ويُعزى الفضل في ذلك إلى «أبو اللقاحات» العالِم البريطاني إدوارد جينر والذي طوّره عام ١٧٩٦م. الجُدَري هو مثال واحد للعديد من الأمراض المعدية المؤدية لمضاعفات أو حتى الوفاة والتي نسيناها وذلك بسبب شبه انعدام حدوثها بعد التطعيم، مثل شلل الأطفال والحصبة وغيرها. فإذاً خذ الخطوة.. خذ اللقاح، فاللقاح تفسير واقعي للآية الكريمة (وعلّم الإنسان مالم يعلم) وحديث «ما أنزل الله من داء إلا أنزل له شفاء».
* استشارية صيدلة الأمراض المعدية